CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

الأربعاء، 18 يونيو 2008

قطرات من ثلج ساخن


تتأهب راحلتي
لغياب خلف طقوسِ الموت ،
بخورٌ يعصر رأسي
ونداءٌ محزونٌ يحشرني في رقصٍ غامضْ ..
يقطعني الفعلُ
وأبقى منكسراً كالموج
نشيجي أرّق طيبتها
وسقاني كأسا مسمومةْ.
كان الجُرحُ عميقا
ينحتُ في الصخر طريقا
وأقول : إذا أحببتكِ عادت راحلتي
والوهمُ يردد مأساتي
يتقلب موالُ حياتي
شعرا / ودموعا.
كان الشاعر مسكوناً بعيونٍ زائفةٍ
مأخوذاً بسؤالٍ أرّقه :
ــ هل تعشقني؟.
مشحوناً بقصائدَ تقتلعُ الغيمَ
تُكثّفه
وغناءٌ يصَّاعدُ أبخرةً
والليلُ الباردُ يلفحه فينام
لتنهضَ أرواحُ الحُلمِ
بكورالٍ غجريٍّ
وملابسَ همجيٍّ
موسيقى تبحثُ عن أُذنٍ
وغطاءٌ يبحثُ عن كفنٍ
وحياةٍ أخرى
الثلجُ يًُغطي قلباً صهرته أنّاتُ الليلٍ
ونقشٌ من لغةٍ خرساء
وتمر على الوتر الثاني
أغنيةٌ لحليمٍ
كان الشاعر مغتبطأ بلزوجةِ طلعتها
يحرقُ كلَّ قصائده
ويجرُّ معلقةً كبرى ..
الدهشةُ أن تعرفه البنتُ الطفلةُ
أن تمنحه أيّ حياةٍ أخرى
ويقولُ : إذا أحببتكِ عادت راحلتي ..
البنتُ الطفلةُ هائمةٌ بعصاه
تُخفي خلف حجارتها قلباً يهواه
كانت كلُّ تجاربه فاشلةً
وكأن الكونَ يُحاربه
ويمدُّ متاهاتٍ ساخرةً لخطاه.
هذا العشق كثيرٌ
والخوفُ كثيرٌ
والحزنُ كثيرٌ يلتف بقلبي
يعصره عصرا
ـ (كأن فؤادي في مخالب طائر) *
الشعرُ كثيرٌ يا ليلى
وجنودُ الموتِ كثيرة
وقيودُ الوهم تروقُ لأمثالي
مثلي يهواه سرابُ الصحراء ،
مثلك أحجارٌ / وصخورٌ
وثلوجٌ بيضاء.
لابد من الفوضى
حتى ينكسرَ المألوفُ
وتحتارُ دوائرُنا
حتى تنشفُ آبارُ الصرعى
ويحطُّ الطائرُ فوق سواحلها
ليشدَّ القلب بها قبضا.
تتأهب راحلتي لغيابٍ
والبنتُ الطفلةُ جالسةٌ في القلبِ
تُداعب دُميتها
وتزيدُ جراحي بالثلج الأبيض ،
تهويماتُ الكورال تردد :
ـ يشعر أن البنتَ تُداعبُ طائرها
تفتحُ نافذةً وتداري بعضَ مشاعرها
ويقولون : الموجُ يلفُّ حصارَ جدائلها
هل كانوا يرجون سحاباً حاصرها
حين تولى الليلُ وأجبل شاعرُها؟
ما الليلُ ؟ وما العشقُ؟
وما البنتُ الطفلةُ إذ لاقتني
بالصمتِ
ولفتني بالقتل
وخاتلني العمرُ طويلا معها؟؟
ما عادت تنفعني الصدفةُ
أو شعرٌ أكتبه بدماءٍ
وتكفنه في سلتها..
ماذا تصنع ،
حين تضيق الحيلةُ ؟؟
أو تمضي الليلةُ دون حديثٍ معها؟
وإذا لبس الحزنُ ثياباً
وتحول جندياً شاباً
يضرب خيمته في قلبي
ورصاصاتٍ قاتلةً يُطلقها نحوي ؟؟
تتأهب راحلتي ..............
أيتها الطفلةُ غاضت أوردتي
وسكنتُ الصمتَ
ومرت أحلامُ العمر
فتولي عني ............
كان الشاعرُ مغروساً بفضاء النصِّ
وداخله راحلةٌ
يعبرُ فوق ثناياها لشواطيءَ عدةْ
والبنتُ الطفلة هابطة في قبرٍ
تعبره في رحلتها
نحو قصائدَ شاعرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* البيت لقيس بن الملوح

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

على شاطيء البحيرة



( 1 ) صراع

انتهى بيننا العمرُ

وانطفأت جمرةٌ في الثلوج

تمادى النزيفُ على خضرة القلب

أو في عيونٍ رماديةٍ

كفنت أغنيات البحيرة عند الغروب

يتشظى النزيفُ على قلبه

خفقاتٍ من الحزن

يُشعره أنه لا يجيد السباحة في دمها

أنه لا يُسيل سوى دمه

جرحه غائر

والبحيرة تأخذها ــ حين ساومه الحلمُ

وانطلقت كالرحى أمنياتٌ

ومد الأسى راحتيه ــ

خيوط تحاصره

وهو يجلس محترقا في الصراع

رمال البحيرة غارقة في النزيف

وقلب الحبيبة منشغل

بالسباحة في دمه

( 2 ) حصار

الليل يحاصرني

ويمد خيوطا قاتمة حولي

كل خيالي أشباح

ترقص رقصا هيستيريا

أصوات الخوف تزاحم

أمواج بحيرتنا

وتشاركنا عرسا مبتورا

البنتُ تمد على بصري

شاشا أبيض

تسحر أشجار اليأس

وتشعل روحا بائسة

تُخرج من بسمتها نورا

يطفيء نار الوحدة

هذا قلبي

يسخر من وحدته

يقتل حزنا شاركه لحظات العمر

يُبسمل في وجه الأشباح

يقص خيوط الليل

فمن يحفظ فرحته

حين تدور الفوضى؟

وتصير البنت مجرد وهم

مر عليه في لحظة صمت؟

أو حلم غافله حين التفت الليل

وأحكم قبضته داخله؟

( 3 ) فراق

وافترقنا إذن؟

دمنا مختلف

والمسافات تتسع

الآن صار الأسى غائرا

والجراح بقلبي طيورا تمص دمي

ميت جسدي

روحي احترقت في دخان النراجيل

وافترقت عن دمي..

كيف أطردها؟

ودمي دمها؟

والدموع تطاردني؟؟

بينما يلهث الحزن خلفي

دخان النراجيل يخنقني

والدراويش تغلق أبوابها

الحرائق تشتعل

اجتاحني طيشها

واحتوتني البحيرة

كيف أمر

وصخر البحيرة يقبع في رأسيَ المشتعل؟؟

النوارس ترحل

والبرد يقرصني

الخريف على شجري حين يسّاقط العمرُ

من يستطيع استعادة قلبي؟

أو يطير معي وسط الذكريات

وقد نُثرت حولي؟؟

الحزن يدلي بدلوٍ على نقط داخلي

ما الذي يتمنى الفؤاد إذا رحلت؟؟

أو طوى طيشها آخر الصفحات؟؟

وعلق أخبارها فوق مشجبه؟

ها هنا جرحيَ

الليل / والحزن

والخوف

بعض التمني

ممرضها / الراقص

القهوة المرة

الموت

أخرج من سجنها غافلا

يستمر النزيف

فيكبر جرحيَ ويتسع

الشك / و الغيرة

الدمع

تخرج مني

وتنشطر الروح روحين

والقلب قلبين

والموت يهزمني

والصديد يزيل العلاقة

هاء بلا ألف

يستمر النزيف

ويمضي إلى اللام

تاء تموت

وشاعر يخرج من وهمه

يغسل الروح في صمته

والدخان يطير

ويسقط بضعا من القطرات

على قلبه