CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

على شاطيء البحيرة



( 1 ) صراع

انتهى بيننا العمرُ

وانطفأت جمرةٌ في الثلوج

تمادى النزيفُ على خضرة القلب

أو في عيونٍ رماديةٍ

كفنت أغنيات البحيرة عند الغروب

يتشظى النزيفُ على قلبه

خفقاتٍ من الحزن

يُشعره أنه لا يجيد السباحة في دمها

أنه لا يُسيل سوى دمه

جرحه غائر

والبحيرة تأخذها ــ حين ساومه الحلمُ

وانطلقت كالرحى أمنياتٌ

ومد الأسى راحتيه ــ

خيوط تحاصره

وهو يجلس محترقا في الصراع

رمال البحيرة غارقة في النزيف

وقلب الحبيبة منشغل

بالسباحة في دمه

( 2 ) حصار

الليل يحاصرني

ويمد خيوطا قاتمة حولي

كل خيالي أشباح

ترقص رقصا هيستيريا

أصوات الخوف تزاحم

أمواج بحيرتنا

وتشاركنا عرسا مبتورا

البنتُ تمد على بصري

شاشا أبيض

تسحر أشجار اليأس

وتشعل روحا بائسة

تُخرج من بسمتها نورا

يطفيء نار الوحدة

هذا قلبي

يسخر من وحدته

يقتل حزنا شاركه لحظات العمر

يُبسمل في وجه الأشباح

يقص خيوط الليل

فمن يحفظ فرحته

حين تدور الفوضى؟

وتصير البنت مجرد وهم

مر عليه في لحظة صمت؟

أو حلم غافله حين التفت الليل

وأحكم قبضته داخله؟

( 3 ) فراق

وافترقنا إذن؟

دمنا مختلف

والمسافات تتسع

الآن صار الأسى غائرا

والجراح بقلبي طيورا تمص دمي

ميت جسدي

روحي احترقت في دخان النراجيل

وافترقت عن دمي..

كيف أطردها؟

ودمي دمها؟

والدموع تطاردني؟؟

بينما يلهث الحزن خلفي

دخان النراجيل يخنقني

والدراويش تغلق أبوابها

الحرائق تشتعل

اجتاحني طيشها

واحتوتني البحيرة

كيف أمر

وصخر البحيرة يقبع في رأسيَ المشتعل؟؟

النوارس ترحل

والبرد يقرصني

الخريف على شجري حين يسّاقط العمرُ

من يستطيع استعادة قلبي؟

أو يطير معي وسط الذكريات

وقد نُثرت حولي؟؟

الحزن يدلي بدلوٍ على نقط داخلي

ما الذي يتمنى الفؤاد إذا رحلت؟؟

أو طوى طيشها آخر الصفحات؟؟

وعلق أخبارها فوق مشجبه؟

ها هنا جرحيَ

الليل / والحزن

والخوف

بعض التمني

ممرضها / الراقص

القهوة المرة

الموت

أخرج من سجنها غافلا

يستمر النزيف

فيكبر جرحيَ ويتسع

الشك / و الغيرة

الدمع

تخرج مني

وتنشطر الروح روحين

والقلب قلبين

والموت يهزمني

والصديد يزيل العلاقة

هاء بلا ألف

يستمر النزيف

ويمضي إلى اللام

تاء تموت

وشاعر يخرج من وهمه

يغسل الروح في صمته

والدخان يطير

ويسقط بضعا من القطرات

على قلبه

13 التعليقات:

Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
د.محمد ربيع هاشم يقول...

الأديبة الرقيقة جدا شيماء علي
لقد منحتي قصيدتي حياة أخرى بقراءتك لها
حبي وتقديري لك

غير معرف يقول...

الشاعر .د/ محمد ربيع

ننتقل معك عبر قصائدك الثلاث
بين أجواءٍ ذاتيةٍ تفسّر حالةً خاصة
يترجمها الشعرُ بجمالٍ وروعة .

تقبّل تحياتي .

غير معرف يقول...

القدير د. محمد ربيع هاشم

نبض يغلفه الحزن والأسى
ويتوشح النقاء والصدق
حضورك مذهل وحرفك وراف
رغم الألم أنت مبدع

ودّ مداده البحر

غير معرف يقول...

وافترقنا إذن؟
دمنا مختلف
والمسافات تتسع
الآن صار الأسى غائرا
والجراح بقلبي طيورا تمص دمي

د. محمد ربيع هاشم

وهل هناك اقسى من الفراق
حينما يأتي بغتة فيقضي
على الأخضر واليابس بداخلنا

محبتي ايها الأنيق

غير معرف يقول...

دكتور محمد
أجمل ما في القصيدة بناؤها الدائري المذهل ، المكتوب بحرفية وتقنية عالية جدا قد لا يصل إليها كثير ممن يبدعون ، كذلك هذه المعارضة الخفية لقصيدة البحيرة للشاعر الفرنسي ألفونسو دي لامارتين فبحيرة لافورجيه لا تختلف كثيرا عن بحيرتك ، كذلك هذه اللغة المملوءة بالسيميائية الواضحة والتي أعتقد لا يفك طلاسمها سوى فقط المقربين جدا منك ويا حظهم
سعدت بك هنا جدا أستاذي

غير معرف يقول...

مقتطفات جميله من عزف منفرد
احساس رائع

دمت

غير معرف يقول...

اهلا بك في سمائنا التي تزينت بنصك الجميل
وهمسك الانيق
ودي

غير معرف يقول...

العزيز محمد

وتتسع الكلمات في الرّوح..........شاسع هذا الرحيل في الوجع
والقلب لايتسع لخفقات الانتشاء أمام هذا الجمال

محبتي وتقديري

غير معرف يقول...

دكتور محمد ربيع ...انه الصراع ...بين الذات و الذات ... بين الوجود و الوجود... و بين الشعر و الشعر نفسه ...تقديري لما كتبت سيدي

غير معرف يقول...

أيها المبدع العزيز
دكتور محمد ربيع

" النوارس ترحل
والبرد يقرصني
الخريف على شجري حين يسّاقط العمرُ
من يستطيع استعادة قلبي؟
أو يطير معي وسط الذكريات
وقد نُثرت حولي؟؟"

جميل ما نتثرته هنا .. كلمات كتبت بإحساس صادق .
كل التقدير للدكتور محمد ربيع

غير معرف يقول...

دكتور

نص جميل بصوره الشفيفة وبايقاعه الوارف
اسجل اعجابي

مودتي وتقديري

غير معرف يقول...

أسرني هذا الإحساس المرهف
نص ممتع
دمت مبدعا
ماجدة الظاهري
تونس